ناصر عمره 10 سنوات ويدرس في الصف الرابع واعاني منه كثيرا غير مهتم في المدرسه وكثير الحركه والكلام ولايصغي للمدرسات وجميع اعظاء التدريس وموظفين المدرسه يشتكون من شقاوته.
وعدم التزامه بالتعليمات والقوانيين. وسبب لي ذلك احراج. ولااعرف كيف اعاقبه و اساعده كى يغير سلوكه. .ارجو منكم الافاده. بارك الله فيكم وسدد خطاكم.
الأخ الفاضل عبد الله وفقه الله.
نرحب بك في هذا الموقع، ونسأل الله تعالى أن تجد فيه النفع والفائدة وجميع الإخوة والأخوات زوار الموقع الكرام.
تعد كثرة الحركة وقلة التركيز من السمات الطبيعية التي تصاحب مرحلة الطفولة، ولابد للطفل الطبيعي أن يتحرك في بعض الأحيان بشكل زائد -في نظر والديه- نظرا للطاقة العالية التي يتمتع بها جسمه، إضافة إلى فضوله ورغبته في اكتشاف ما حوله وتجربته.
ولكن المشكلة تنشأ عندما يصبح النشاط الزائد مفرطا، أو مؤثرا على حياة الطفل أو أهله بشكل سلبي. حينها لابد من التدخل لمساعدته على ضبط حركته الزائدة وزيادة تركيزه حتى يستطيع ممارسة نشاطاته اليومية بشكل معقول.
هناك بعض الأسر أو المدرسين الذين يتوقعون من الطفل أن يكون هادئا تماما في البيت أو في المدرسة، وهذا أمر ليس طبيعيا ولا متوافقا مع الطبيعة البشرية التي خلق الله تعالى الطفل عليها. إذ لابد من منح الطفل فرصة كافية لتفريغ طاقاته وإشباع فضوله حتى يمكنه التركيز في الأوقات التي تتطلب قدرا الاهتمام وحضور الذهن.
لعل من أول ما يمكنك إتباعه مع ابنك ناصر رعاه الله أن تضع له جدولا مرنا يمارس خلاله عددا من النشاطات المتنوعة التي تتيح له تفريغ طاقته وتنمية قدراته واهتماماته. ومن ذلك أن تضع له وقتا وتهيئ له مكان لممارسة الرياضة واللعب بقدر معقول. فإن تفريغ الطاقة بشكل إيجابي سيتيح له بناء جسمه بشكل أفضل، وبالتالي يخفف دوافع كثرة الحركة لديه.
إضافة إلى ذلك، فإنه من المهم أن يجد لديك ولدى والدته ومحيطه الأسري اهتماما به وتقديرا لشخصيته. فشعوره بأنه محبوب لذاته يجعله راضيا عن ذاته، مما ينعكس إيجابيا على سلوكه في المنزل وخارجه. ومن المهم ألا يكون التعبير عن الحب مشروطا بالتفوق أو السلوك الجيد. فإن ذلك من شأنه أن يجعله يشعر بأنه ليس محبوبا لذاته، بل لابد من تقديم ثمن للحصول على ذلك الحب. وهذا يؤدي في الغالب إلى آثار سلبية نفسية قد تكون سببا في نظرته السلبية إلى نفسه، مما يقوده إلى سلوكيات يحاول من خلالها إثبات ذاته حتى لو كان من خلال المعاندة أو المواجهة مع الآخرين.
ينبغي الحرص على اختيار العبارات الإيجابية عند تشجيعه وعند الرغبة في تعديل سلوكه. من المهم الثناء على الفعل أو انتقاده، وتجنب الإشارة إليه شخصيا. ومثال ذلك أن يقال له، فكرة ذكية، أو أن يقال فكرة غير مناسبة. والهدف من ذلك إشعاره بأن الشخص الطبيعي يصدر منه الصواب أحيانا والخطأ أحيانا أخرى. وأن الخطأ والصواب ليس لهما ارتباط مباشر بحب والديه له. هذا الأسلوب يساعد أيضا في إشعاره بأن الخطأ ليس ملازما له، فعندما يقال له أنت مهمل أو مزعج، فإن هذا الأسلوب أكثر ميلا للتصرف حسب هذا الوصف الذي يسمعه عن نفسه من المقربين إليه، كالوالدين والأقارب والمعلمين.
من المهم أيضا بيان ما يتوقع الوالدان والمعلمون منه، ومن ذلك شرح المطلوب منه بوضوح والاتفاق معه على الالتزام بهذه المطلوبات. ومما يقوي التزامه بالاتفاق جعل نتائج لسلوكياته، سواء كانت سلبية أم ايجابية. ويفضل هنا تجنب لفظ العقاب أو ممارسة العقوبات ضده حين الوقوع في الخطأ، لأنها تجعله ينظر لنفسه نظرة سلبية، وبالتالي يكون أقل حماسا للتحسن. ولكن إتباع أسلوب النتائج يجعله أكثر تفكيرا في إتباع السلوك الإيجابي. ومن ذلك أن يقال له أنه إن حصل على رضا أساتذته دون شكوى منهم لمدة شهر فإنه يمكنه الحصول على شيء يحبه، مع الاتفاق على مقدار هذا الشيء وثمنه مثلا. ولو وردت أكثر من ثلاث شكاوى خلال شهر فإنه سيمنع من اللعب أو الخروج لمدة تحدد وفقا لذلك.
اشرح أيضا للمعلمين في مدرسته الاتفاق الذي تم بينك وبينه، حتى يكونوا على علم بذلك، مما يقلل شعورك بالإحراج أمامهم من جانب، ويجعلهم متعاونين معك في تنفيذ خطتك لتعديل سلوك ابنك نحو الأفضل بعون الله.
لا تنس أن تتوجه إلى الله تعالى في كل الأحوال بصادق الدعاء بأن يعينك الله على تربية ابنك، وأن يصلحه، أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يهديه ويصلحه، وأن يوفقك وإياه لكل خير، وأن يجعله قرة عين لك ولوالدته، إنه سميع مجيب.
الكاتب: د. محمد عبد العزيز الشريم
المصدر: موقع المستشار